“معكم في الأزمة”.. مُبادرة شبكة الوصول للجميع لدعم النازحين وذوي الإعاقة في مخيمات دير البلح

على مدار عدّة أيام، نفّذت شبكة “الوصول للجميع” مُبادرة “معكم في الأزمة” في مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة، في إطار مشروع “تعزيز استقلالية وإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة“، الذي ينفّذه المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع جمعية العون الطبي للفلسطينيين MAP.
جاءت المُبادرة كاستجابة عملية وسريعة للاحتياجات الإنسانية الملحة داخل مخيمات النزوح في قطاع غزة، وخاصة معاناة الأسر التي تضم أشخاصًا من ذوي الإعاقة في الحصول على مياه صالحة للشرب.
دعم للنازحين ورفع للوعي
ساهمت “معكم في الأزمة” في تحسين فرص وصول هذه الأسر إلى المياه وزيادة احتياط تخزين المياه عبر توفير جالونات تخزين إضافية بسعة 20 لتر لعدد 60 اسرة، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في سهولة الوصول إلى الخدمات الأساسية.
ولم تكُن المبادرة مجرد توزيع أدوات، بل مثلت نموذجًا للتضامن المجتمعي والعمل التشاركي بين فريق المبادرة والشباب المتطوعين وإدارة المخيم، وأثبتت أن التدخلات الصغيرة قادرة على إحداث فرق ملموس في حياة الناس.
واستفاد من المُبادرة نحو 450 شخصًا من النازحين في مخيم “أرض أبو حرب” في منطقة المشاعلة بمدينة دير البلح، وقد تضمّنت ثلاثة أنشطة رئيسيّة، منها: ورشة رفع وعي، توزيع جالونات المياه، واليوم التطوعي التفاعلي للنازحين في المخيّم والشباب.
ورشة رفع الوعي
عقدت ورشة توعية تستهدف الشباب المتطوعين وإدارة المخيم والأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، حيث ركزت على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأهمية تسهيل وصولهم إلى الخدمات الأساسية. كما تضمنت الورشة نقاشات عملية حول كيفية مساعدة هذه الفئة أثناء الأزمات، فيما شارك فيها نحو 29 شخصًا من النازحين.
عملية التوزيع
على أكثر من 60 عائلة من النازحين المتضررين من الحرب، وزّع شباب شبكة “الوصول للجميع”، جالونات مياه، بحيث يتيح لها تخزين كمية إضافية من المياه، ويقلل من أعباء التنقل اليومي للحصول على الماء.
يوم تطوعي
وفي اليوم الثالث من المُبادرة، وفر شباب A4A للنازحين في مخيم “أرض أبو حرب”، شاحنة مياه صالحة للشرب، حيث جرى توزيعه داخل المخيم بالتعاون مع المتطوعين، وقد جرى تعبئة الجالونات وتسهيل نقلها إلى خيام الأسر المستفيدة، في فرصة عززت من روح التعاون، وتركت أثرًا إيجابيًا لدى المجتمع المحلي.
أثر مميّز وخدمة عظيمة
قالت هبة شقفة، إحدى النساء النازحات في المخيم، ومن الأشخاص ذوي الإعاقة: “أخذنا جالون ميّة 20 لتر لابني، واليوم جابولنا شحن ميّة حلوة. الحمد لله قدرنا نعبي بمساعدة شباب المخيم وشباب المبادرة وبالتنسيق مع إدارة المخيم. هالشي ساعدنا كتير في تخزين الميّة، ومنحب نشكرهم على جهودهم ومساهمتهم”.
كان التركيز على الأشخاص ذوي الإعاقة باعتبارهم من أكتر الفئات الهشّة بالمجتمع.. كمان عملولنا ورشة توعية عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأهمية دمجهم بالمجتمع. وتاني يوم جابولنا شحن ميّة حلوة، وساعدونا بتنظيم الدور، وكمان وقفوا مع الأشخاص ذوي الإعاقة وأهاليهم في نقل الميّة للخيم.
شهد مرشد، نازحة في المخيم
الشباب يُبدع.. وينفّذ
حظيت مبادرة “معكم في الأزمة” بتفاعل إيجابي من مختلف الأطراف داخل المخيم، فقد عبّرت الأسر المستفيدة عن ارتياحها لتوفير الجالونات التي ساعدتهم في تخزين المياه بطرق أكثر أمانًا وسهولة، معتبرين أن هذه الخطوة خففت عنهم أعباءً يومية متكررة.
كما أبدى الشباب المتطوعون تقديرهم للتجربة التي منحتهم فرصة عملية لفهم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وأكدوا أن مشاركتهم في الأنشطة عززت لديهم الشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعهم.
لم تكن مجرد توزيع مياه أو جالونات، بل كانت رسالة واضحة بأن التكافل قادر على صناعة فرق حقيقي، جمعت بين الوعي والعمل الميداني؛ من خلال الورشة التوعوية التي ساعدتنا في رفع وعي المجتمع بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وصولاً إلى توزيع الجالونات واليوم التطوعي لتعبئة المياه حيث شعرنا جميعاً بقيمة التضامن. والأهم أن الأشخاص ذوي الإعاقة كانوا في قلب وأساس هذه المبادرة، فهم المستفيدون الرئيسيون، ومن أجلهم اجتمعنا جميعاً لنعيد لهم حقهم البسيط في الحصول على المياه بكرامة وعدالة.
نور الأطرش، إحدى شباب شبكة “الوصول للجميع” القائمين على المُبادرة
بينما اعتبر محمد أبو حامدة، أن مشاركته جعلتهُ يشعر أنه يقوم بأثر وفرق حقيقي في حياة الناس، خصوصًا تلك الأسر التي كانت تُعاني من مشكلة المياه. ويُضيف: “التجربة كانت مدرسة في العمل الجماعي وكيف ممكن بخطوة صغيرة نفتح باب لكرامة أكبر وعدالة أوسع.. وبعد تنفيذ المبادرة شفت بعيني كيف التعاون البسيط بين الشباب والمتطوعين غير حياة الأسر”.
محمد أبو معيلق، أحد شباب “الوصول للجميع”، هو الآخر تحدّث عن مبادرته، قائلًا إنّ “أكثر شيء ركّزنا عليه هو الرسالة المُجتمعيّة.. إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة وأهميته. لاقينا ترحيبًا كبيرًا واهتمامًا من النازحين بالمكان بذلك”.
مُبادرات الوصول للجميع
يُذكر أن شبكة “الوصول للجميع” أطلقت سلسلة من المُبادرات التي يجري تنفيذها على مدار عدّة أشهر، في جميع محافظات قطاع غزّة، تتركّز في العمل على مراكز الإيواء ومخيمات النزوح، وتستهدف فئاتٍ متنوعة، منها بشكلٍ أساسي فئة الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتأتي المبادرات في عدّة جوانب، منها ثقافية، اجتماعية، توعوية، نفسية، وتحاول تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتأكيد التضامن المُجتمعي، بالإضافة إلى تعزيز مشاركة الشباب الفعّالة، حيث تلقوا تدريباتٍ مكثفة مسبقًا، وقدّموا عرضًا للمبادرات، قبل اختيارها من قبل لجنة تحكيم.