تمهيدًا للعمل الميداني.. شباب “يلا تشينج” يخوضون “تحدي المبادرات” في غزة والضفة الغربية

نفّذ المنتدى الاجتماعي التنمويتحدي المبادرات – Yalla Challenge“، الذي يأتي كمرحلةٍ أولى ما بعد التدريب، ضمن برنامج “يلا تشينج” بموسمه السادس، في قطاع غزّة والضفة الغربيّة، بمشاركة الشباب والشابات خريجي البرنامج.

وينفّذ المنتدى مشروع “تمكين الشباب الفلسطيني لقيادة التعافي والتنمية في فلسطين“، بالشراكة مع جمعية المساعدات الشعبية النرويجيّة NPA. وقد جاء التحدي بهدف تحويل المعارف والمهارات التي اكتسبها المشاركون خلال التدريب إلى مبادرات شبابية عملية تستجيب لقضايا مجتمعاتهم وتحقق أثرًا ملموسًا.

مبادرات في الميدان

سعى الشباب خلال التحدي إلى العمل على مبادراتهم المجتمعية وجعلها قابلة للتنفيذ، وتعزيز المشاركة المدنية والتفكير الإبداعي والعمل الجماعي، بما يسهم في دعم جهود التعافي والتنمية داخل المجتمع الفلسطيني.

امتدت فعاليات التحدي على مدار يومين تدريبيين، يفصل بينهما يوم مخصص للتواصل الذاتي بين المجموعات المشاركة، تبعتهما جلسة عرض أمام لجنة تحكيم لاختيار أفضل المبادرات القابلة للتنفيذ في المرحلة القادمة.

وعن التحدي، قالت نداء أبو رجيلة، منسقة مشروع يلا تشينج إنّ “سياق البرنامج هو التعافي والتنمية، وكيف يُمكن أن نقدم مبادرات تخدم هذا الهدف. عمل الشباب على مبادرات في هذا الجانب، بما يتماشى مع الظروف الحالية، ويعزز الصمود، ويساهم في التعافي، والتشجيع على البقاء”.

مخرجات وأفكار المبادرات التي اقترحها الشباب، تساهم في سياق تحقيق أهداف برنامج يلا تشينج، في قيادة مرحلة التعافي والتنمية، ما يثبت أنّ الشباب قادرين على تحقيق دورهم المنشود في قيادة على قيادة عملية التغيير والإعمار، وأن يكون جزءًا منها.

نداء أبو رجيلة، منسقة مشروع يلا تشينج

تصميم المبادرات

انقسم التحدي إلى يوميْن، حيث شارك في اليوم الأول عددًا من خريجي برنامج “يلا تشينج” الذين تولّوا دعم ومتابعة المجموعات الشبابية. وشهد اليوم جلسة افتتاحية للتعريف بأهداف التحدي وآلية العمل، تلتها جلسة نظرية حول منهجية التصميم المتمحورة حول الإنسان (HCD) وكيفية صياغة الأهداف بطريقة (SMART)، إضافة إلى استعراض نموذج المبادرة المعتمد.

في الجزء العملي، شكّل المتدربون 6 مجموعات شبابية، عمل كل منها على تطوير فكرة مبادرة مبدئية بإشراف الميسر والخريجين، مع ختام اليوم بتلخيص أبرز النقاط وتحديد المهام استعدادًا لليوم التالي.

تطوير الأفكار والعرض

استُهل اليوم التدريبي الثاني بجلسة حول مهارات العرض والإقناع، تلاها وقت مخصص لتحضير العروض النهائية بإشراف خريجي يلا تشينج، قبلَ أن تُقدّم المجموعات الشبابية أفكار مبادراتها أمام لجنة تحكيم متخصصة، استمعت للعروض وقدّمت ملاحظاتها البنّاءة بعد كل عرض.

وقد جرى الإعلان لاحقًا عن اختيار لجان التحكيم، 4 مبادرات شبابية في قطاع غزّة، ومبادرتيْن في الضفة الغربيّة، تميزت بالابتكار، والجدوى، والارتباط بحاجات المجتمع المحلي، لتُنفذ في المرحلة القادمة من المشروع.

تجربة مميزة للغاية، ساعدتني على ترجمة أفكاري إلى خطوات واقعية يمكن أن تُحدث تغييرًا حقيقيًا في المجتمع. أدركت من خلالها أن المبادرة هي الطريق نحو إحداث الأثر في نفوس الآخرين، وأن التغيير يبدأ من فكرة صغيرة تؤمن بها وتسعى لتحقيقها وأنّ التغيير قد يكون عملية بطيئة في بعض الأوقات لكنها حتمية وتحتاج إلى إيمان.

تالا عبيد، من المشاركات في التحدي

بدورها، تحدثت عائشة الصوص عن تجربتها، مبينةً أنّ “مرحلة يلا تشالينج كانت أول تجربة من نوعها بالنسبة لي”، وأضافت: “فتحت أفقًا جديدًا، وجعلتني أخرج من منطقة الراحة. التحدي لم يكُن سهلًا، لكنه علّمني أواجه، أتعلم، وأطوّر من نفسي. اليوم أشعر بثقة واستعداد أكبر للمشاركة بمبادرات حقيقية نستطيع من خلالها خلق فرق كفريق وشباب واعي”.

أمّا محمد أبو سمرة، فأضاف أنّ “التدريب والتحدي لم يكونا تجربة عادية، بل كانا مغامرة علمتنا كيف نصنع الأثر بخطوة وشغف.. خضنا التحدي، تعلمنا، والآن جاهزين لنعيش التغيير على أرض الواقع”.

فرصة التغيير.. مع الشباب 

يأتي هذا التحدي في إطار سعي المنتدى إلى تعزيز دور الشباب كقادة فاعلين في مجتمعاتهم، ودعم مبادراتهم الإبداعية التي تساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وقدرة على التعافي والتنمية المستدامة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون.

يُشار إلى أنّ برنامج “يلا تشينج” بموسمه السادس، بدأ في شهر سبتمبر الماضي، بمشاركة 60 متدربًا ومتدربة، 40 منهم في قطاع غزّة، و20 في شمالي الضفة الغربيّة، وبمشاركة نخبة من المُدربين الأكفّاء والمميّزين، الذين قدموا وجبةً معرفية وعمليّة مُتكاملة للمتدربين.

ومنذ انطلاقه عام 2017، برز برنامج “يلا تشينج” كأحد أبرز البرامج الشبابية في فلسطين، ولا سيّما في قطاع غزة، ولا يزال يمثل التدخل الشبابي الأكثر حيوية وتأثيرًا لدى المنتدى، حيث مكّن أكثر من 300 شاب وشابة من مختلف المحافظات، ودعم أدوارهم المجتمعية الفاعلة وقيادتهم على المستويين المحلي والعام، بما في ذلك التأثير في السياسات العامة.

ويتطلع المنتدى من خلال “يلا تشينج” إلى المساهمة في إحداث أثر إيجابي في حياة الشباب من خلال تعزيز مشاركتهم في الحياة الاجتماعية والسياسية، وخلق مساحات آمنة في التعبير والحوار الفاعل والبناء مع أقرانهم ومع صانعي القرار، وصولاً لمزيد من فرص المشاركة الفاعلة ومعرفة حقوق الشباب والمطالبة بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *