GOX مساحة جديدة للملهمين من ذوي الاعاقة في قطاع غزة
غزة – يلا نغيير
على غرار حدث تيدكس العالمي، أطلق الشباب المشاركون في مشروع يلا نغيير مبادرة GOX لتقديم منصة جديدة للأشخاص ذوي الاعاقة لعرض تجاربهم وقصصهم الملهمة والحديث عن أهم العقبات التي واجهتهم في مسيرة حياتهم سواء الشخصية أو الأكاديمية أو المهنية.
حدث GOx هو الأول من نوعه في قطاع غزة الذي يستهدف فئة الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل مباشر وخصوصاً مع غياب و تراجع أدوات ومنصات التعبير عن واقع الأشخاص ذوي الإعاقة ومناصرة قضاياهم وحقوقهم وكان هذا من أهم الدوافع خلف إقامة هذا الحدث.
استضاف الحدث الذي أقيم في فندق المتحف يوم الثلاثاء 26 فبراير قصص 8 مشاركين/ات، قدموا مجموعة من التجارب الملهمة بمشاركة عدد كبير من الحضور من فئة الشباب وممثلي المؤسسات الأهلية والنشطاء.
أحمد السوافيرى أحد المشاركين في الحدث تحدث عن رحلته في تخطى الإصابة أثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة العام 2008، حيث تزامنت إصابته مع تقديم الامتحانات الثانوية النهائية، ورغم فقده لأطرافه السفلية تحدث عن رحلته للعودة والأمل من جديد.
أما مي عيد من ذوات الاعاقة الحركية المعيدة في جامعة الأزهر في مجال هندسة حاسوب والتي تعمل على منصات العمل الحر والعمل عن بعد فقد تحدثت عن رحلتها الأكاديمية وأكدت من بداية حديثها أن الدعم العائلي الكبير هو السبب الرئيسي لتفوقها أكاديمياً ومهنياً، شكرت مي والدها في بداية حديثها حيث كان هو المرافق الدائم للمدرسة والجامعة، ولم يمل أبداً من انتظارها لساعات أحياناً ريثما تفرغ من امتحاناتها.
على جبريل والذي يعاني من إعاقة حركية نتيجة حادث سير في الصغر فقد كانت الرياضة هي النقطة الفاصلة نحو انخراطه في المجتمع، انضم على في عام 2013 إلى نادى السلام الرياضي بعد تشجيع من العائلة والأصدقاء ومارس رياضة كرة السلة وكرة طائرة جلوس وسباق الكراسي المتحركة، وكانت هذه الانطلاقة للعديد من البطولات والميداليات والتي توجت بالانضمام لمنتخب فلسطين لكرة السلة. جعلت الرياضة من علي الشاب الخجول المنعزل لاعباً رياضياً يفوز بميدالية تلو الأخرى.
وقدمت ميسون زايد تجربة عاطفية عن معاناتها من مرض المياه الزرقاء في عينها والذي أدى في النهاية إلى إزالة عينها اليمين واستبدالها بعين زجاجية، فقد تكبدت ميسون بجانب الألم الجسدي الشديد منذ الطفولة، ألم نفسي تمثل في معايرة زميلاتها في المدرسة لها من حالتها الطبية، الأمر الذي ترك أثراً كبيراً في نفسيتها ولكنه في نفس الوقت دفعها للأمام ومنحها العزيمة والاصرار لمتابعة تفوقها الأكاديمي الذي توجته في النهاية بالالتحاق ببكالوريوس رياضيات، كانت مشاركة ميسون تذكير قوي بأهمية التوعية المجتمعية تجاه الإعاقة ومحاربة الوصمة الاجتماعية والنظرة السلبية أو النظرة ذات الشفقة تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، لابد من غرس مبادئ المساواة والدمج بين كافة شرائح المجتمع.
حدث GOx استهدف أيضاً الأشخاص العاملين في قطاع الإعاقة، فكانت هناك مشاركة لأخصائية العلاج الوظيفي مريم صرصور تحدثت فيها عن تجربتها بالعمل مع طفلين من ذوي الإعاقة وصولاً إلى مرحلة دمجهم مع الصفوف العادية.
من الجدير بالذكر أن هذا الحدث يأتي ضمن سلسلة مبادرات ينفذها الشباب المشاركون في مشروع تعزيز دور الشباب كقادة تغيير في مجتمعات غزة – يلا نغيير للعام الثاني على التوالي.