جلسات رفع الوعي في الاستعداد والحماية: إضافة مهمة لآلاف النازحين

انطلقت عشرات جلسات رفع الوعي، في مجالات الاستعداد والحماية في النزاعات والتوعية بمخاطر المتفجرات والإسعاف النفسي الأوّلي، بهدف توعية النازحين في مناطق قطاع غزّة، حيث جرى تنفيذ الورشات في وسط وجنوب القطاع، وتقديمها لآلاف النازحين.
وقدّم 20 مدربًا ومدربة، أكثر من 144 جلسة من الجلسات، بعد إنهاء 42 ساعة تدريبيّة في مجالات الاستعداد والحماية، ومُختلف التفاصيل التي جرى تقديمها ونشرها للمستفيدين في مخيمات النزوح.
جاءت الجلسات في إطار مشروع “الاستعداد والحماية لمواجهة النزاعات، التوعية بمخاطر الذخائر والمواد المتفجرة، والإسعاف الأولي النفسي في مناطق وسط وجنوب قطاع غزة“، الذي ينفّذه المنتدى الاجتماعي التنموي بالشراكة مع المساعدات الشعبية النرويجية NPA.

آلاف المستفيدين
حقّقت الجلسات نجاحًا، بالوصول إلى نحو 2077 مستفيدًا في مناطق وسط وجنوب القطاع، حيث قدّموا الساعات التدريبية للنازحين، في مخيمات النزوح ومراكز الإيواء المختلفة، بهدف إعطاء المواطنين المعرفة والقدرة الكافية على التعامل في أوقات الخطر والنزوح وحالات الحرب، والتفاصيل الأخرى التي يعيشها سكان القطاع منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.
كان الشباب قد تلقوا مجموعة من الورش والتدريبات TOT في طريقة تصميم وإدارة وتقديم النصائح والإرشادات للنازحين في المناطق المختلفة، وذلك في كيفية التخفيف من حدة الأذى الجسدي والنفسي، بالاستعداد وتحضير وإدارة التوترات والقلق الذي يُصاحب الهجمات والحالات الصعبة التي يتعرّضون لها خلال الحرب.

إقرأ/ي: الأول من نوعه.. 20 شابًا وشابة يتلقون تدريب TOT حول الاستعداد والحماية لمواجهة النزاعات
إضافة هامة للواقع
حملَ التدريب للجمهور إضافةً مهمّة، في ظل الظروف التي يعيشونها والمعاناة المتراكمة، منذ بدء أزمة النزوح وحتى تفاصيله المستمرّة بالقصف والغارات وحالات الاجتياح، ما جعل هذه الاستفادة ملموسة من الكثيرين ممن تحدثنا معهم.
وقالت آية أبو دية: “الورشة نبهتنا لأشياء كنا نعملها، لكن صرنا نعملها أفضل. شو نعمل وقت النزوح المفاجئ، شو احتياجات شنطة الطوارئ وغيرها، من الأشياء اللي حتساعدنا أكتر في مواقفنا القادمة”.
أم العبد شكشك، إحدى المشرفات على المخيم الذي جرى تنفيذ واحدة من الورش فيه، قالت: “نزحت كتير، وحياتنا في الخيم. استفدنا من الجلسة أشياء كتيرة كانت غايبة عن وعينا.. أعطتنا تفاصيل لأشياء ركزنا عليها، وعرفنا كيف نعملها في النزوح وفي وقت المعاناة”.

فيما تحدثت الطفلة سارة فورة: “حضرت الجلسة واستفدت بإني أبعد عن المخلفات الحربية والمواد المتفجّرة.. حمايتنا مهمة من الخطر، لنكون بخير، ونتجنب أي إصابة”.
كما قالت آيات رضوان البالغة 19 عامًا، وقد حضرت إحدى الورشات لليافعين: “الورشة رائعة، قدمتي أشياء ما بعرفها قبل هيك، زي وضعية الحماية ووضعية الجنين والكرسي، هاي الأشياء حتفرق معي لاحقًا وحفيد غيري من الناس”.
وأضافت سهير معين طوطح، إحدى النازحين من حي الزيتون إلى دير البلح: “تجربتنا في ورشة الحماية ممتازة. قدمتلنا أشياء ومعلومات عن تفاصيل ما بنعرفها سابقًا. وعتنا بمخاطر الذخائر والمواد المتفجرة من بعد الاحتلال، وكيف نحمي أطفالنا”.
تجربة جديدة
تقول مرح عبيد، إحدى مدربات الاستعداد والحماية عن التجربة: “كان تنفيذ الورشات اكتر من مجرد مهمة بدي أنجزها.. حسيت واجبنا يكون النا دور لنشر الوعي”.
وأضافت “أن نسمع جملة “انتو فتّحتوا عيوننا على أشياء ما كنا واعيين الها”، كانت بمثابة حافز لنساهم أكتر وأكتر في نشر ثقافة الوعي ونساهم بأثر ولو بسيط لحتى نخلي الناس قادرين يحموا حالهم وأحبابهم.. جسدياً ونفسيًا”.

من جانبها، قالت إسراء أبو شعيرة، وهي أيضًا مُدربة: “كان عندهم معلومات عن الأمور النفسية لانو ماخدين قبل هيك بعض الدورات، لكني عملت إضافة مُهمة إلهم، خصوصًا في الإسعاف النفسي الأولي والاختلاف بينه وبين الدعم النفسي”.
وأضافت: “انطباع الناس في نهاية كلّ جلسة كان يُشيد بما حصلوا عليه من معلومات، وأن المعلومات التي نُقدمها مهمة وإضافة لافتة لهم”.
جاءت الورش في جوٍ مميّز، حيث حضر العديد من كبار السن والسيدات والأطفال والنساء والفتيات واليافعين، الذين أبدوا اهتمامًا بهذه الجلسات، وبما يُقدمه الشباب لهم، مُقارنين هذه التفاصيل بالواقع والحياة التي يعايشونها في ظلّ الحرب.
والمدربون هم 20 شابًا وشابة من شبكة شباب المُنتدى الاجتماعي التنموي، حيث تلقّوا سابقًا تدريب إعداد مدربين TOT في مجالات الاستعداد والحماية لمواجهة النزاعات، والتوعية بمخاطر الذخائر والمواد المتفجرة و الإسعاف النفسي الأولي.