قصصمشروع كتاب مؤثرون

“هناء” تحول خربشاتها إلى نصوص أدبية

“هناء” تحول خربشاتها إلى نصوص أدبية

رام الله – كُتاب مؤثرون  

كتب/ سالم الريس

دون أي خوف أو خجل تجلس “هناء” على كرسيها المتحرك، وسط زملاءها وزميلاتها من ذوي الإعاقة لتلقي التدريب الخاص بهم في الكتابة الأدبية والقصصية ضمن مشروع “كتاب مؤثرون”، الذي ينفذه المنتدى الاجتماعي التنموي وبتمويل من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج ساوث ميد.

img_0102

“هناء مسالمة” من مدينة رام الله بالضفة الغربية، تعاني من إعاقة حركية أجبرتها على التحرك بو
اسطة الكرسي المتحرك، تهوى الكتابة الأدبية، وتحاول أن تكتب بعض من النصوص أو “الخربشات” كما تصفها.

مع الإعلان عن مشروع “كتاب مؤثرون”، وبداية البحث عن متدربين من ذوي الإعاقة أرسلت إحدى الصديقات لهناء الإعلان وطلب الانتساب، ودعتها للتسجيل ومحاولة اكتساب الفرصة في تطوير وإبراز مهاراتها الكتابية، وبالفعل قامت بتعبئة بياناتها وارسال الطلب.

مرت عدة أيام وتلقت الموافقة بسعادة وأمل على قبولها ضمن الـ30 مشترك من ذوي الإعاقة بالتدريب، وتقول “بالفعل شاركت بالتدريب وكنت سعيدة، خصوصاً أنني أول مرة أقابل كُتاب بشكل شخصي، وكنت أشعر بمرح خلال تدريبي مع زملائي الكتاب من ذوي الإعاقة”.

وترى مسالمة بأن هكذا مشاريع تعزز التغيير في أفكار المجتمع نحو الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال إبراز مواهبهم وهواياتهم الكتابية وإثبات قدرتهم على الكتابة الأدبية والقصصية، وتوعية المجتمع بأن ذوي الإعاقة قادر على الخروج من البيت وممارسة حياته مثل الانسان بدون اعاقة.

img_0036

وتؤكد على أهمية المشاريع الخاصة بتنمية وتطوير قدرات ومواهب ذوي الإعاقة، وتقول “كتاب مؤثرون والمشاريع المشابهة له مهمة جداً بالنسبة لي، فهي تعزز القدرات العلمية والشخصية وأيضاً تلعب دوراً في نفسيتنا، والسبب أن هناك الكثير من ذوي الإعاقة تكون حياتهم محصورة داخل البيت أو داخل عرفة في البيت، وتحفزنا على اكتشاف الكثير من الأمور التي لا نستطيع اكتشافها وحدنا في ظل طاقاتنا المحدودة”.

وتعتبر هناء أنها استفادت من “كتاب مؤثرون” في أكثر من جانب، فعلى صعيد الجانبي المهني تعرفت على كيفية البداية في كتابة القصص وهيكليتها، وبثقة تقول “من خلال التدريب اكتشفت نوعية خربشاتي التي كنت أكتبها، وصنفت كأقرب للرواية، واستفدت أنني تعرفت على الطريق التي سأسلكها في المستقبل”.

img_9901

أما على الجانب الشخصي، فشعرت بقوة شخصيتها وأهمية ما تكتب دون أن تخجل أو تخاف من ضعف المستوى الذي تكتب فيه، وأصبحت تستطيع أن تنشر كتاباتها بكل فخر وجرأة، كما أن تعرفها على العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة خلال التدريب دعم من نفسيتها وزادها قوة.

تلقت هناء تدريبها من خلال مجموعة من المدربين ، ونشرت كتاباتها في ختام المشروع، وأصبح الآن الطريق مفتوحاً أمامها لتثبت نفسها ككاتبة في المستقبل، وتقول “بعد أن انتهيت من المشروع من الصعب أن أحدد إلى أين ذاهبة الآن، ولكني أشعر بأنني ذاهبة إلى الأفضل”.

المنتدى الاجتماعي التنموي

مؤسسةٌ أهليةٌ تعملُ في فلسطين، أُسِّسَت عام 2006م، بمبادرة من مجموعة من النشطاء الشباب؛ من أجل بناء نموذجٍ أهلي مهني ،قادر على تقديم الخدمات المجتمعية باستثمارٍ أفضل للموارد والإمكانيات المتاحة، وتحقيق رؤية تنموية، وفق منهجٍ شمولي قائم على احترام حقوق الإنسان، والقانون، والقيم المدنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى